جوجل تقلب موازين المنافسة: ميزة جديدة في Google Messages تهدد عرش واتساب!

أحدث ميزة في تطبيق Google Messages المستوحاة من واتساب وكيف ستغير تجربة المراسلة لديك في 2025. تفاصيل حصرية وآراء الخبراء حول هذا التحديث المرتقب.

شارك
الإعلانات

صُدمت صباح أمس وأنا أتصفح إشعارات هاتفي بخبر لم أتوقعه. فبعد سنوات من هيمنة واتساب على سوق تطبيقات المراسلة، بدا أن شركة جوجل قررت أخيراً الرد بقوة. كنت دائماً ممن يفضلون تطبيق Google Messages للرسائل القصيرة، لكنني – مثل معظم المستخدمين العرب – أعتمد على واتساب للتواصل اليومي. لم أكن لأتخيل أن تتخذ جوجل هذه الخطوة الجريئة في اقتباس إحدى أهم ميزات منافستها.

تطبيق الرسائل من Google
تطبيق الرسائل من Google

لطالما نظر المستخدمون إلى Google Messages كخيار أساسي مملّ للرسائل النصية. تطبيق مدمج في معظم هواتف أندرويد، يستخدمه الناس حين لا يجدون بديلاً أفضل. لكن يبدو أن هذه النظرة بدأت تتغير تدريجياً. فخلال العامين الماضيين، أضافت جوجل عدة تحسينات جوهرية لتطبيق المراسلة الافتراضي، وكأنها تعد العدة لمعركة كبرى.

لن أبالغ إن قلت إن الميزة الجديدة التي تستعد جوجل لطرحها في تطبيق Google Messages قد تشكل منعطفاً مصيرياً في سباق تطبيقات المراسلة. وفي هذا المقال، سأستعرض تفاصيل هذه الميزة وكيف ستؤثر على المستخدمين، خاصة في منطقتنا العربية حيث يُعتبر واتساب الخيار الأول للتواصل.

الميزة التي انتظرناها طويلاً في تطبيق Google Messages؟

حسب التسريبات الأخيرة، تعمل جوجل على إضافة ميزة مشابهة لإحدى أكثر مميزات واتساب استخداماً، وهي القدرة على الرد على رسائل محددة مع اقتباسها في سلسلة المحادثة. ربما تبدو هذه الميزة بسيطة للوهلة الأولى، لكن من جرّب التواصل في مجموعات كبيرة يدرك قيمتها الحقيقية.

Google Messages Mention
Google Messages Mention

تعاملتُ مع هذه المشكلة بنفسي عندما كنت أدير مجموعة عمل من 15 شخصاً على Google Messages العام الماضي. كانت الفوضى تعم المحادثة حين يتحدث الجميع في مواضيع مختلفة دون القدرة على تحديد أي رسالة يتم الرد عليها. اضطررنا للانتقال إلى واتساب فقط بسبب افتقار Google Messages لهذه الوظيفة البسيطة لكن الضرورية.

وفقاً للمصادر، ستعمل الميزة الجديدة بشكل مشابه لواتساب: ستحتاج فقط للضغط مطولاً على الرسالة، واختيار خيار “الرد” لتظهر الرسالة الأصلية مقتبسة فوق ردك. بالطبع، لست متفاجئاً أن جوجل اختارت اقتباس هذه الميزة تحديداً من واتساب – فلماذا تعيد اختراع العجلة إذا كان هناك تصميم ناجح بالفعل؟

لماذا تأخرت جوجل في تحديث تطبيق الرسائل كل هذا الوقت؟

السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا استغرقت جوجل كل هذه السنوات لإضافة ميزة أساسية موجودة في معظم تطبيقات المراسلة المنافسة؟

يعتقد الخبير التقني عمر الريماوي، مؤسس مدونة “التقنية ببساطة“، أن المسألة مرتبطة باستراتيجية جوجل طويلة المدى. “لم تكن جوجل تنظر إلى Messages كمنافس مباشر لتطبيقات المراسلة الفورية، بل كبديل لخدمة الرسائل القصيرة التقليدية SMS“، كما أخبرني في مكالمة هاتفية أمس.

وأضاف الريماوي: "لكن مع تبني تقنية RCS وتطويرها، بدأت جوجل تدرك إمكانية تحويل Messages إلى منصة تواصل متكاملة تنافس الكبار".
ميزة Google Messages Mention
ميزة Google Messages Mention

شخصياً، أرى أن جوجل ترددت كثيراً قبل أن تقرر دخول معترك المنافسة بقوة. فالشركة جربت سابقاً مع تطبيقات متعددة مثل Allo وHangouts وDuo، لكن النجاح كان محدوداً. ربما أدركت أخيراً أن أفضل فرصة لها تكمن في تطوير التطبيق المدمج أصلاً في ملايين الهواتف حول العالم.

المنافسة تشتعل: كيف ستؤثر الميزة الجديدة على سوق تطبيقات المراسلة؟

بعد مراقبة سوق تطبيقات المراسلة لأكثر من عقد، أصبحت متشككاً في قدرة أي تطبيق على زعزعة مكانة واتساب في العالم العربي. فالتطبيق يكاد يكون جزءاً من حياتنا اليومية، والعادات الرقمية من أصعب ما يمكن تغييره.

مع ذلك، أرى أن تحرك جوجل الأخير قد يكون له تأثير تدريجي، خاصة بين الفئات التالية:

  1. مستخدمي هواتف أندرويد الذين يفضلون استخدام التطبيقات الافتراضية
  2. المستخدمين الذين يقدرون التكامل السلس مع خدمات جوجل الأخرى
  3. المهتمين بخصوصية البيانات والمتخوفين من سياسات ميتا (الشركة المالكة لواتساب)

استطلعت آراء بعض الأصدقاء التقنيين حول هذا التطور، وكانت الآراء متباينة. يقول أحمد، مطور تطبيقات أندرويد: “ميزة الاقتباس وحدها لن تكفي، جوجل بحاجة لميزات أكثر إبداعاً لإقناع الناس بالتحول.”

بينما ترى سارة، محللة سلوك المستخدم: “قوة Google Messages تكمن في أنه لا يحتاج للتنزيل، فهو موجود بالفعل على معظم هواتف أندرويد. إذا أصبح بنفس كفاءة واتساب، سيبدأ الناس باستخدامه تلقائياً.”

مستقبل غامض: هل سنشهد هجرة جماعية نحو Google Messages؟

بعيداً عن التفاؤل المفرط أو التشاؤم الحاد، أرى أن مستقبل المنافسة بين تطبيقات المراسلة سيعتمد على عدة عوامل:

  1. أولاً، سرعة تطوير جوجل لميزات إضافية تضاهي ما يقدمه واتساب من مكالمات فيديو جماعية ومشاركة الحالة والملصقات التفاعلية.
  2. ثانياً، مدى اهتمام جوجل بتسويق هذه التغييرات للمستخدمين العاديين الذين قد لا يتابعون أخبار التقنية باستمرار.
  3. ثالثاً، استراتيجية واتساب في الرد على هذه المنافسة، فهل ستقدم ميزات جديدة أم ستكتفي بقاعدة مستخدميها الضخمة؟

رغم أن جوجل قطعت شوطاً كبيراً في تحسين تطبيق المراسلة الخاص بها، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً. عانيت شخصياً من هذا التحدي عندما حاولت إقناع عائلتي بالانتقال من واتساب إلى تطبيق آخر – كان الأمر أشبه بمحاولة تغيير مذهب ديني!

رأيي الشخصي: هل ستنجح جوجل هذه المرة؟

بعد تجربة طويلة مع معظم تطبيقات المراسلة المتاحة، أميل للاعتقاد بأن نجاح Google Messages سيكون محدوداً في البداية، لكنه قد يتسارع مع مرور الوقت إذا استمرت جوجل في مسار التطوير والتحسين الحالي.

ما يميز هذه المحاولة عن سابقاتها هو اعتماد جوجل على تطبيق مدمج بالفعل في نظام أندرويد، وليس تطبيقاً جديداً يحتاج المستخدمون لتنزيله واكتشافه.

أذكر كيف سخر أصدقائي مني عندما بدأت استخدام تطبيق Google Messages كبديل أساسي قبل عامين. اليوم، بدأ بعضهم يسألني عن مميزاته وكيفية الاستفادة منه. التغيير يحدث، وإن كان ببطء.

الخلاصة: ترقب المزيد من المنافسة… والمستفيد هو المستخدم

تُظهر خطوة جوجل الأخيرة أن المنافسة في سوق تطبيقات المراسلة ما زالت مشتعلة. في النهاية، المستفيد الأكبر من هذه المنافسة هو المستخدم العادي الذي سيحصل على خيارات أفضل وميزات أكثر.

هل ستغير ميزة اقتباس الرسائل في Google Messages عاداتك في التواصل؟ هل ستفكر في الاعتماد عليه كبديل لواتساب؟ أخبرني برأيك في التعليقات.

وتذكر، في عالم التكنولوجيا المتسارع، لا شيء ثابت. ما نعتبره اليوم تطبيقاً أساسياً قد يصبح ذكرى بعد سنوات، تماماً كما حدث مع Yahoo Messenger و MSN وغيرها من أدوات التواصل التي كانت يوماً لا غنى عنها.

الإعلانات
شارك
خدمات أدمن
خدمات أدمن
المقالات: 151